الدكتورة فاطمة أصواب و الاضطرابات النفسية و الأمراض العقلية في المغرب

لقد تغيرت نظرة الفرد للأمراض النفسية بوجه عام إلى الأفضل.. فمع كل الضغوط المعيشية والأسرية التي يتعرض لها الأفراد، يُثار تساؤل عن دور الطب النفسي؛ باعتباره حلًّا للأزمات الناتجة عن تلك الضغوط، بعيدًا عن اعتباره وصمة اجتماعية سابقًا، وفضلًا عن أهميته الكبيرة
.
أصبح العلاج النفسي أمرًا مهمًّا يحتاج إليه الأفراد في كل شرائح المجتمع ومجالاته، وذلك من أجل علاج بعض المشكلات النفسية، والرقي بمستويات الصحة النفسية إلى الأفضل. الأمر الذي يعود بالنفع على الجميع، ويرقى الأفراد والمجتمعات في التعامل مع مشكلاته ومع الآخرين، فيحققون النجاح المطلوب في شتى المجالات. وتبرز أهمية العلاج النفسي في كثرة الحالات النفسية من القلق والاكتئاب والخوف؛
موقع «لكل الأسرة » من خلال هذا الحوار لخبيرة الطب النفسي الدكتورة فاطمة اصواب
تلقي الضوء على مجموعة من القضايا المتعلقة بهذه الأمراض العصر مثل آخر تطورات العلاج النفسي في المغرب ، والأسباب التي جعلت النساء و الشباب أكثر عرضة للأمراض النفسية،
يسرنا في هذا الحوار أن تكون ضيفتنا الدكتورة النفسية فاطمة اصواب؛ أخصائية الطب النفسي
حتى نقف معها على بعض الأمور في مجال الصحة النفسية.
1) بدايةً؛ هل يمكن أن تحدثنا عن نفسك، وطبيعة عملك؟
* انا الدكتورة فاطمة اصواب طبيبة اختصاصية في الطب النفسي والأمراض العقلية
مارست لسنين كطبيبة في المحمدية قبل الانتقال للإدارة المركزية بوزارة الصحة .
وتقلدت مهام من بينها رئيسة مصلحة الصحة النفسية و الأمراض المنتكسة لسنوات عديدة حيث شاركت في وضع وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية و العقلية وساهمت بسكل فعال في ارساء العرض الصحي او تقليص مخاطر المخدرات بشركات دولية
وبالأخص مؤسسة محمد السادس للتضامن مند 2010 وحاليا ازاول مهنتي كطبيبة نفسانية وخبيرة لدى مكتب الامم المتحدة للصحة ومكتب الامم المتحدة لمحاربة الجريمة والمخدرات
وحاليا طبيبة نفسية بالقطاع الخاص بعمالة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء . وبالتوازي أواصل المساهمة في التوعية بالصحية النفسية و الحماية من أخطار المخدرات من خلال المساهمة في المجتمع المدني خاصة فيما يتعلق بالوقاية والعلاج المبكر و الدعم المجتمعي وذلك بالمغرب
منطقة المينا وعلى مستوى إفريقيا مع منظمات عالمية اطباء بلا حدود بتنزانيا.
2) في نظركم ما الصفات التي يتصف بها الطبيب النفسي؟
* الطبيب النفسي لا يختلف كثيرا عن باقي الاختصاصات الطبية و نحتكم جميعنا لضوابط المهنية مع العمل بالقواعد المثلى للإختصاص والتقيد بالمعرفة العلمية الدقيقة وما يحصل من تطور في المجال العلاجي المتاح في البلاد للتكفل بالمرضى .
والاختلاف مع باقي التخصصات الطبية عملنا يتطلب الانصات و الصبر لكي تعطي للمريض المساحة الكاملة للتعبير مع كسب ثقته وهي الأساس في التكفل بهذا النوع من المرضى.
والقدرة على التفهم دون اصدار أحكام مسبقة، وبعيدة عن الوصم مع ضمان السر المهني بما يتضمن حقوق المريض كاملة والتقيد بالضوابط القانونية و الادارية وعلى رأسها الظهير 1959
3) ما الفرق بين المريض النفسي والمريض العقلي؟
* هذا توصيف من قبيل بغض التصنيفات الاضطربات السريرية. الاكلبنيكية للقرن الماضي و الفرنسية منها على الخصوص يبدأن التصنيفات الحالية تعتمد للتصنيف الدولي، الاضطرابات النفسية لمنظمة الصحة العالمية رقم ICD11
والفرق بين الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب او الوسواس القهري لا تؤثر بنسبة كبيرة.
على ادارك الشخص للواقع رغم بعض المرضى المصابين بهاته الاضطرابات يعانون من عدم التلاؤم مع العالم الخارجي او الغربة كبعض أنواع القلق اي نوبات الهلع مثلا
والاضطرابات النفسية مثل الذهان الفصام أو الاضطراب الوجداني قد تؤدي إلى التشويش على التفكير أو قصور الادراك وتجعل المريض ينفصل عن الواقع احيانا. لكن في كل الحالات يحتاح الشخص المعني إلى. مراجعة الطبيب لتسخيص الحالة من أجل تلقي العلاجات والرعاية المتخصصة المناسبة مع الدعم النفسي والاجتماعي
4) متى ينبغي على المرء أن يلجأ للطبيب النفسي؟
* كل شخص يشعر بتغير مستمر في المزاج أو قلق مبالغ فيه أو رعب بدون ما سبب منطقي أو مجموعة من الأعراض مجتمعة بشكل غير عادي كالام بدون سبب عضوي أو أرق أو أفكار سوداوية بدون سبب والتي قد تطول لأسابيع أو شهور .
ملاحظة العائلة المقربة أو الأصدقاء بتغير ملحوظ في المزاج وتصرفات غير عادية تتناقض مع التصرف.
والمزاج العادي للشخص ويتم نصحه بالتوجه إلى اخصائي لمساعدته لتخطي أزمة .
أو حالة غير طبيعية قد تصل إلى سلوك.خارجي عم الضوابط المجتمعية أو القانونية بما يلزم العائلة أو المقربين إلى اللجوء للسلطات المعنية للإتخاد التدابير الإستشفائية وهذا ما تنص عليه القوانين في المجال بخصوص الظهير 1959
بعض الأعراض الاخركمثال لا الحصر اذا ظهرت اعراض مثل وسواس أو تصرفات غريبة أو عنف مفرط أو عدم التمكن من التصرف بإرتزان في الاموال أو القيادة بتهور مما يودي بحياة المارة أو المعني شخصيا وقد يصاحب هاته السلوكيات بالدخول تحت طائلة المسائلة القانونية.
إذا أثرت الحالة النفسية على الحياة اليومية من نوم شهية عمل أو العلاقات البنية و العاطفية والاجتماعية .
عموما تدني المستوى الدراسي قد يصل إلى الهدر المدرسي أيضا عند الإحساس بالحزن المستمر التوثر الشديد مصحوبا بسلوكات قد تصل إلى العنف ضد الأخر أو ضد النفس أو إختلال في القدرات الفكرية وخصوصا ضعف التركيز أو فقدان الرغبة في الأنشطة الترفيهية المعتادة أو في الحياة.
لا يعني الجنون هو سلوك.عادي من اللجوء إلى الطبيب النفسي أو الاخصائي النفساني psychologueq من أجل طلب المشورة و العلاج لتخطي اضطراب طارئ او مزمن حسب الحالة
5) الكثير من المرضى في برنامج علاج نفسي هم ضحايا التعذيب والعنف الجنسي. كيف تفسيرين ذالك ؟
* الأكيد أن العنف بأنواعه يترك أثارت عميقة في نفسية الضحايا من أطفال ونساء وغيرهم من الفئات الهشة التي تعرضت للعنف بأشكاله. عنف نفسي جسدي اقتصادي ويؤدي إلى عواقب نفسية بليغة
قد يعيشو الضحايا اضطراب ما بعد الأزمة بسبب الصدمة النفسية .
état de stress post traunmatique
تتحول إلى اضطرابات فنية أخرى مزمنة أو اضطراب بعد الصدمة .
لهذا يجب تحليص الضحايا من البيئة المسيئة مع توفير بيئة أمنة لهم توفير العلاجات الضرورية تراعي
خصوصيتهم وتحترم إنسانيتهم
6) هل تعتقدين أن نسبة حالات الاضطرابات والأمراض النفسية في ازدياد؟ ولماذا؟
* في غياب أبحاث علمية موثوقة مقارنة بأرقام سابقة لايمكن أن نجزم بمثل هكذا أوصف هناك ارتفاع ملحوظ في عدد الأشخاص الذين يطلبون العلاج .
ويرجع ذلك إلى ضغوطات الحياة اليومية وقدرة الشباب و النساء بالخصوص على امتصاصها و التصدي الناجع لها.
مع إزدياد نسبة سكان المدينة مقابل انخفاض سكان العالم القروي مايؤدي اللجوء إلى هوامش المدن في مساكن تفتقر لشروط العبش الكريم ،مما يعرض هاته الشريحة لظروف عيش صعبة تؤدي إلى مشاكل نفسية لبعض الفئات.
وانتشار غير مسبوق للمخدرات بمختلف أنوعها ووثمنها البخس في متناول شرائح واسعة من اليافعين والشباب
تمكين فئات من الساكنة و الشباب منهم. من وسائل التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت وغيرها للتشجيع على السلوكيات المؤدية نفسيا تصل للتشجيع على الانتحار ، خصوصا القاصرين وتمكين بعضهم من اقتناء مواد مخدرة خطيرة .
مع الإشارة إلى أن جميع الضروف القاسية التي يعاني منها بعض الفئات من عدم التمكن من الحصول على الحقوق الأساسية من عيش لائق قد تؤدي إلى اضطربات نفسية من فقر وعنف و بطالة و أمية و عدم التمكين من التى خلفت أثار نفسية جسيمة و موثقة في حقوق مشروعةلكل إنسان مع الإشارة الى جائحة كوفيد.19 ، أوراق علمية.
وكذلك كارثة زللزال الحوز التي تركت أثار في نفسية بعض الفئات الهشة في المجتمع.
وهمايجب التنويه بدور الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي وحث الجمهور المتلقي غلى طلب المساعدة النفسية والعافين اقتضى الحال.
لكن ايضا هناك وعي متزايد مما يجعل الناس أكثر استعداد طلب المساعدة وهو تطور إيجابي
.
7) كيف ترين واقع الطب النفسي بالمغرب؟
* من الرفض لعدم الخضوع في الموضوع من موقعي لأنني كنت مشرفة على القطاع ويعتبر تدخلات من طرفي في استراتيجيات الوزارة حاليا
8) هل صحيح ان المغرب ضمن أعلى الدول الإفريقية في انتشار اضطرابات الاكتئاب
* لا أظن أن المغرب كانت له الاسبقية في الدول ذات الدخل المحدود بإجراء بحث ميداني شامل لجميع الاضطرابات النفسية وطنيا سنة 2003 ولا يمكن أن يقارن بإي بلد له نفس الخصائص الاجتماعية و الا قتصادية.
الاحصائيات تشير أن الاكتئاب و القلق هما من اكثر الاضطربات انتشارا خاصة بين النساء و الشباب.
لكن المقارنة بين الدول تحتاج إلى حذر لأن طرق جمع المعطيات ليست بنفس الدقة بين دول العالم و الارقام تبقى شحيحة بالخصوص في الدول دات الدخل المحدود لانعدام الخدمات الصحية النفسية من جهة وصحة تحصيل الارقام بشكل مستمر وشامل داخل كل البلاد
9) هل يعاني المغرب من ضعف الإمكانيات في الطب النفسي مقارنةً بالخارج؟ وما آخر تطورات العلاج النفسي ؟
* أكيد الامكانيات المادية و البشرية محدودة ولكن هناك إدارة سياسية متزايدة لتقوية القطاع
اما على مستوى العلاج بالمغرب يعتمد اليوم العلاج المزدوج. الدوائي و النفسي .
وهنالك اهتمام أكبر بالوقاية والتكاليف المجتمعي والعلاج عبر مجموعات الدعم.
كما بدأنا نرى إدماج العلاج النفسي عبر الوسائط الرقمية بالخصوص الأطفال الشباب
10) ما أسباب انتشار الاكتئاب وظاهرة الانتحار بين الشباب؟
* ظاهرة عالمية و أرقام بعض الدول الأكثر تقدم مرعبة أما ببلادنا هناك مناطق تنتشر فيها هذا السلوك الخطير في محاولات الانتحار وفي بعض الحالات مفضية للوفاء للأسف ضمن فئة الشباب
الأسباب متعددة :
هناك الجانب الوراتي و بعض الناس المصابة بالإضطراب الوجداني أو اضطراب ثنائي القطب
وأسباب أخرى مثل الاحساس الفقر و التهميش الاحباط العنف غياب الافق البطالة العزلة الهدر المدرسي خصوصًا لدى الفتيات. زواج القاصرات التنمر الإلكتروني ، وضعف الدعم الأسري و الإجتماعي وضعف الخدمات الترفيهية
الشباب يحتاجون إلى ان يسمع صوتهم و توجيه اهتمام خاص بالتربية على الثقة بالنفس بدل العنف، مع تعزيز روح الانتماء المجالي و الوطني مما يقلص الشعور بالدونية والانفصال عن الواقع في صالح المواقع العالم الأزرق الهدف تمكين اليافعين والشباب من ايجاد معنى ايجابي لحياتهم ودور في المجتمع
11) ما أكثر شرائح المجتمع التي تتعرض لحالات الاضطرابات النفسية وتقومون بإرشادها وتوجيهها،
هل فئة الشباب أو الكبار، رجال أو نساء؟ وما نصيحتكم لهم بالتحديد؟
* كل الفئات معرضة لكن النساء و الشباب هم أكثر عرضة للإضطرايات القلق والاكتئاب في المقابل الحيز المعرض
للفصام يضم نسبة أكبر من الذكور مع الإشارة الى ان الفصام هو أنواع الذهان المزمنة يصيب 0.5% إلى 1% في العالم وبالمغرب ايضا من السكان في العالم و منهم المعرب والاضطراب تنائي القطب 1 إلى 2
نصيحتي لهم :
لاتخافوا من التعبير عن معاناتكم و لا تترددو في. طلب استشارة طبيبة لدى اخصائي لتلقي العلاج.
12) هل بالفعل الاضطرابات والأمراض النفسية للسيدات في المغرب في ازدياد؟ إذا كانت الإجابة بنعم، في نظرك ما سبب انتشارها؟ (هل يرجع سبب انتشارها إلى ازدياد نسب الطلاق والتحرش والاغتصاب والتنمر والتمييز بين الجنسيين أو أسباب أخرى؟)
* يرجع ذلك إلى الضغوط الاجتماع العنف بجميع انواعه الطلاق و التحرش و التمييز وصعوبة التوفيق بين الادوار المتعددة.
لكن ايضا الان النساء أكثر وعي واستعداد للبوح وطلب المساعدة وهو مؤشر ايجابي .
13) ما رأيك في فكرة إجراء اختبارات نفسية للمقبلين على الزواج قبل عقد القران، وكبار المسئولين قبل تولي مناصبهم؟
* فكرة مهمة اذا أنجزت بشكل علمي وسري يحترم الكرامة الهدف ليس الحكم على الناس بل التعرف على نقاط القوة و الهشاشة النفسية لتفادي المشاكل المستقبلية.
الامر نفسه ينطبق على المسؤولين فالصحة النفسية تؤثر على اتخاذ القرار و جود الاداء
14) ما الذي ينبغي القيام به لتجاوز الاختلالات التي يعرفها مجال الصحة النفسية بالمغرب؟
*اولا :
إدماج الصحة النفسية في كل السياسات العمومية من التعليم إلى الشغل
تانيا :
توسيع شبكة المراكز النفسية في جميع المناطق
ثالتا :
ستثمار في الوقاية و التكوين و التوعية لأن الصحة النفسية هي أساس التنمية البشرية
15) هل يمكن القول بأن الخصاص وصعوبة الولوج للعلاج في المستشفى، يدفع المواطنين إلى اللجوء لطرق “تقليدية” مثل الرقية الشرعية وزيارة الأضرحة؟
* الموضوع صعب التعاطي معه من منظور أحادي لأنه يبقى رأي شخصي يلزمني كطبيبة أنا لا أومن بقدرة الدجالبن و المتطفلين على قطاع الصحة ومن ضمنهم هؤلاء المذكورين سالفا.
وهو موضوع شائك يحتاج قراءة علماء الاجتماع و الأخصائيين في العلوم الإنسانية للإجابة العلمية الشافية على الظاهرة التى تخص بلاد نابل ظاهرة متواجدة في أنحاء المعمور حيث ويختلط المرض و اليسوعي للشفاء بما هو روحاني .
ولا علاقة له بتوفر الخدمات أو الإمكانيات من عدمها.
16) هل من نصيحة توجهنها للفتيات والسيدات في نهاية هذا الحوار ليحافظن على صحتهن النفسية، وليعشن حياة نفسية أفضل؟
* ان يسعين الثقة بالنفس وتقوية المناعة الداخلية و الاعتزاز بالنفس في موقع كانتومعاملة ربة بيت مسؤولة...
تجنب الصدمات النفسية المؤذية المجانية مع تجنب المحتويات المؤلمة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تقوم على الإبتزاز المادي عبر الابتزاز العاطفي خصوصا لدى النساء.
تجنب الاصطدامات لأسباب تافهة قد تفسد يوم السيدة و تؤدي إلى سلوكات غير صحيحة اتجاه المحطين بها وخصوصا الأطفال.
وأن يمكن انفسهن الوقت الكافي للاسترخاء و الاهتمام الإيجابي بذواتهن من رياضة ان يحببن انفسهن أولا
ونوم كاف لاسترجاع الطاقة الايجابية .
أن يقمن بتنويع شبكات العلاقات العائلية و المجتمعية المفيدة لكي تتمكن من البوح وطلب الدعم و المشورة عند الاحتياج.
على عكس الانطواء على النفس و الكتمان فهو ينميان الاحساس بالوحدة والقهر .
.