في مبادرة ثقافية راقية تجمع بين الإبداع الفني والبعد الروحي، تنظم IMA Galeries بالشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، معرضًا فنيًّا جماعيًا تحت عنوان: «حين تتكلم الريشة بلغات مختلفة»، وذلك خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 30 أكتوبر 2025 بمكتبة مسجد الحسن الثاني.

لا يقتصر المعرض على عرض أعمال تشكيلية متنوعة في الأساليب والتقنيات، بل يسعى إلى فتح حوار بصري عابر للهويات، يُعيد الاعتبار للفن كوسيلة تعبير إنسانية جامعة، فـ«الفرشاة» هنا ليست أداة رسم فحسب، بل صوت يترجم المشاعر والأفكار بلغات لا تحتاج إلى كلمات، بل إلى نظرات.

ويكتسب الحدث طابعه الاستثنائي من مكانه الرمزي، إذ يُقام في مكتبة مسجد الحسن الثاني، ذلك الصرح الذي يجسّد الانفتاح الفكري والثقافي في قلب أحد أبرز المعالم الدينية في المغرب، وتُعد هذه الشراكة خطوة نوعية في تفعيل الأدوار الثقافية للمؤسسات الدينية، وإبراز وجهها الحضاري المفتوح على الفنون دون اصطناع أو تناقض.

المعرض مفتوح أمام الفنانين التشكيليين من مختلف الأجيال والتجارب، ويُشجع على التنوع في الرؤى والأساليب، في تأكيد على أن الفن لا يعرف حدودًا جغرافية أو لغوية، كما سيُرفق المعرض ببرنامج ثقافي يشمل لقاءات فنية، ندوة صحفية، وورش عمل تفاعلية، تهدف إلى تقريب الجمهور من عوالم الإبداع البصري وتعزيز الحوار بين الفنان والمتلقي.

في زمنٍ تكثر فيه الحواجز، يُذكرنا هذا المعرض بأن الجمال لغة مشتركة، وأن اللوحة قد تكون أصدق تعبيرًا عن الروح حين تسكت الكلمات. فـ«لما تتكلم الفرشاة»، لا تقول بلونٍ واحد، بل بلغات متعددة، تلتقي في نقطة واحدة.. الإنسانية.

تفتح IMA Galeries أبوابها، ومعها أبواب مكتبة مسجد الحسن الثاني للفنانين في أن تُسمع فرشاتهم، وللزوار الباحثين عن جمال يُحرك الروح قبل العين، فالمعرض ليس مكانًا لعرض اللوحات بل فرصة لسماع ما تهمس به الألوان.