نجم البودكاست المغربي نبيل حمداوي من مهندس معلوماتية إلى صانع محتوى عالمي

في عالم يتسارع، حيث المعلومة قوة والوصول إليها فن، يبرز رواد يجمعون بين المعرفة والتطبيق، يداً تبحث عن النور في صفحات الكتب والشاشات الهادفة، ويداً أخرى تحول هذا النور إلى واقع ملموس، تسرّع البناء وتُعلي صروح الإنجاز. في هذا الفضاء المتشابك، صعد نجم «البودكاست» ليُصبح منارة للمعرفة، ومصدر إلهام يُشرق على العقول. ومن بين كوكبة اللامعين، يبرز اسمٌ مغربيٌّ أصيل، صوتٌ شق طريقه ليُصبح علامة فارقة في عالم المحتوى الصوتي الهادف: نبيل حمداوي.
لم يعد نبيل الحمداوي مجرد اسم عابر، بل هو أيقونة في مجال البودكاست، محاورٌ ومقدمٌ تجاوزت شهرته حدود الوطن لتلامس شغف المستمعين في كل بقاع الأرض. أعماله الصوتية ليست مجرد حلقات، بل هي قصص نجاح، وتجارب حياة، ومحتوى يُضيء دروب المعرفة. في هذا الحوار الشيق، تُسلط مجلة «لكل الأسرة» الضوء على مسيرة هذا الإعلامي المبدع، رحلةٌ من التحديات والإصرار، إلى قمة التميز والعطاء. دعونا نغوص معاً في أعماق تجربته، ونكتشف أسرار تألقه، وكيف أصبح صوته هو «المانشيت» الذي يتصدر قوائم الاستماع.
1) أهلاً بك أستاذ نبيل حمداوي في رحاب مجلة «لكل الأسرة»، بداية، تهانينا بلقب أفضل مقدم برامج بودكاست لعام 2024. كيف كان شعورك بهذا التكريم المستحق؟
* شعور يمتزج بالفخر والمسؤولية في آن واحد. إنه شرف كبير يحملني على عاتقي مسؤولية الاستمرار في تقديم الأفضل دائماً. الإيجابية والتفاؤل هما شعوري الأول، ويتبعهما إصرار لا يتزعزع على مواصلة العمل بجد لتحقيق المزيد من النجاحات.
2) لجمهورنا العريض، نود أن نعرف من هو نبيل حمداوي؟ حدثنا عن مسيرتك الشخصية، نشأتك، ودراستك.
* أنا نبيل حمداوي، من مواليد فرنسا. والديّ كانا أساتذة جامعيين، حيث كان والدي طبيب باحث ووالدتي دكتورة في اللغويات (Linguistics) بفرنسا. بسبب دراستهما للدكتوراه، عشت سنواتي الأولى هناك. عندما بلغت السادسة عشرة، انتقلنا مع والديّ وأختي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التحقا بالعمل في الجامعة الأمريكية. بعد خمس سنوات، حصلت على شهادتي البكالوريا من أمريكا. بعد إتمام تكويني، قررت العودة إلى بلدي الحبيب المغرب. هذا الحب العميق للمغرب زرعه فينا والداي، فبالرغم من ولادتي في فرنسا، رفضا حصولي على الجنسية الفرنسية. لذا، قررت أن أوهب الخبرات التي اكتسبتها في الخارج لأفيد بها وطني.
3) مسيرة انتقالك من دراسة الإعلاميات إلى عالم الميديا تبدو مثيرة للاهتمام. كيف كانت بدايتك في مجال الإعلام؟
* في الواقع، أنا مهندس إعلاميات (كمبيوتر). بعد أن عملت في هذا المجال بالمغرب، وجدت نفسي مولعاً بالتواصل (Communication). امتلكت سهولة في التحدث بعدة لغات مثل الفرنسية والإنجليزية والعربية، بالإضافة إلى الدارجة المغربية. في البداية، كنت أحضر التظاهرات والمهرجانات الفنية وأعمل معهم كمترجم ومنظم أو مشارك في قسم التواصل، كل ذلك دون مقابل مادي. تدريجياً، بدأت أتلقى أجراً مادياً مقابل هذه الأعمال في مجال الإعلام، وزاد الطلب عليها بشكل ملحوظ. عندها، اضطررت لترك مجال المعلوميات والتفرغ كلياً لعالم الميديا. في البداية، كنت أعمل خلف الكاميرا. في أحد الأيام، كنا نصور إعلاناً تجارياً (إعلان «هابي كليز» الموجود على يوتيوب)، ولم يحضر الشخصان اللذان كنا قد اتفقنا معهما. قررت أن أُكمل الإعلان بنفسي وأقوم بأداء الشخصيتين معاً. عندما رأى المسؤول موهبتي أمام الكاميرا، وثق بي. وفي عام 2014، اتصل بي المسؤول ليخبرني أن شركة الإعلانات قررت تصوير فيديو في البرازيل بالتزامن مع كأس العالم. كانت الفكرة أنه إذا لم يتأهل المغرب لكأس العالم، على الأقل سيتأهل مغربي إلى البرازيل حاملاً العلم المغربي. هذا هو فيديو «نبيل في البرازيل» الموجود على يوتيوب، والذي لاقى صدى واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي. بعد عودتي من البرازيل، اكتسبت شهرة كبيرة في المغرب، ولله الحمد.
4) من كان السند والداعم في نمو موهبتك وإظهارها للنور؟
* الإيمان بالله هو الداعم الأول في حياتي. ثم تأتي نفسي، لأن لدي بعض المواقف التي أدافع عنها، ولله الحمد أنا إنسان صالح أعمل في الخير رغم سلبياتي. وثالثاً، والديّ اللذان وفرا لي كل ما كنت أريده من صغري حتى كبري في دراستي، كانا الداعم الأساسي لي. رغم أنني عندما طرحت عليهما فكرة العمل في مجال الميديا، أحسست أنهما لا يحبذان ذلك في البداية، إلا أنه مع مرور الوقت أصبحا الداعم الأساسي لي، وأصبحا أول «فان» لي في إنتاجاتي. لن أنسى فضلهما عليّ أبداً، ولهما جزيل الشكر. ولا أنسى علاقاتي المهنية وأصدقائي الذين أطلب استشاراتهم وأستفيد منهم، فالحمد لله هواتفهم لم تخيب ظني بهم، ولهم مني شكر خاص.
5) هل كان دخولك لهذا المجال اختيارياً أم تم اختياره لك؟
*
*. مجال الإعلام كان اختيارياً بحتاً، لأنني كنت أتبع قلبي. رغم شكي في البداية بأن هذا الميدان سيكون مصدراً لدخلي، إلا أنه كان قراراً نابعاً من القلب قبل التفكير فيه بالعقل. والحمد لله، هذا العمل من عند الله عز وجل، وقد استمر لأكثر من عشر سنوات رغم كل الصعوبات.
6) ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في هذا المجال وكيف تمكنت من تخطيها؟
* الصعوبات في صناعة المحتوى تكمن غالباً في التقنيات. البعض يظن أن الهاتف أو آلة التصوير هما الأساس، لكن يجب عليك امتلاك جهاز كمبيوتر بمواصفات عالية للمونتاج. قد لا تحقق ربحاً مادياً من المحتوى الذي عملت عليه في بعض الأحيان. وإذا تعطلت لك أي من المعدات، مثل الجهاز أو الميكروفون أو الكاميرا، يجب أن تُنقذ الموقف. هذه الصعوبات عشتها بالذات بعد المونديال، في فترة «نبيل في البرازيل» وما تبعها...
7) حدثنا عن قصة غريبة أو مؤثرة حصلت أثناء عملك وبقيت عالقة في ذاكرتك.
*. لو أردت الحديث عن القصص، فهي كثيرة، سواء في «نبيل في البرازيل» أو «كيس كيس باص». لكن القصة التي أرغب في الحديث عنها هي قصة الحلقة رقم ثمانية. عندما يكون لدي وقت فراغ، أقوم بتصوير حلقات كثيرة لأجد ما أقدمه في الأسبوع التالي. القصة في الحلقة رقم 8 كانت مع الفرنسي الملقب بـ «الذئب» الذي يعيش في المغرب. أجريت معه لقاءً، وبعد أسبوع من التصوير توفى والده. اتصلت به بعدما قمت بواجبي وذهبت لحضور الجنازة. قلت له إن اللقاء الذي سجلناه نود أن ننشره ونضع في العنوان تكريماً لوالده، فشكرني على ذلك. بعد نشره، جاءت الحلقة في المرتبة الأولى في الترند، وكُتب عن الموضوع في تويتر وإنستغرام، وتناولت الصحافة الأمر، ووصلت المشاهدات إلى مليون ونصف. لدرجة أنه قال لي إنه عندما يكون في الشارع، يوقفه الناس للتحدث معه. اتصل بي وقال لي: «رغم أحزاننا كعائلة، إلا أنك أدخلت الفرحة إلى قلوبنا بهذا الكم الهائل من حب الناس وكيفية تحدثهم معي بمحبة.» وشكرني هو وعائلته على هذا العمل الذي قمت به أنا وفريق العمل. هذه من القصص التي لن أنساها أبداً.
8) ما هو أول شيء تتذكره عن أول اختبار لك أمام الكاميرا؟
* : أول شيء أتذكره أنني لم أكن أحب الظهور أمام الكاميرا، لأن علامات الإرهاق كانت تبدو عليّ. لكن هذا الإرهاق هو الأدرينالين الذي يمنحك الطاقة. عندما أشاهد نفسي في الكاميرا، وفي أول مرة كنت أصور حلقة «كيس كيس باص» وأقوم بعملية المونتاج بنفسي، كنت أتعب كثيراً ولا أنام لأنهي الفيديو. كل العمل كنت أقوم به بنفسي، من التقديم إلى دور الصحفي. للعلم، أنا لست صحفياً، لكن تجربتي في مجال صناعة المحتوى طورت نفسي لتقديم محتوى جيد، خاصة عندما كنت أسجل فيديوهات في روسيا. في البداية، لم أكن دائماً أمام الكاميرا.
9) حدثنا عن ذكرياتك خلال تقديم أول حلقة بودكاست، وكيف كان تعاملك مع الميكروفون؟
* أول حلقة لي كانت مع حميد التريكي، الغني عن التعريف، في برنامج «لوبازيني ديال نوطا بيني». في أول تسجيل، كنت في حالة إرهاق شديدة ومتخوفاً من طرح الأسئلة. ورغم ذلك، قمت بتصوير حلقتين معه. ولكن عندما بدأت عملية المونتاج، ما زلت أؤجل نشر هذه الحلقة حتى يومنا هذا، لأنني لم أقتنع بصورتي فيها. أفكر في تسجيل حلقات جديدة معه لأنه إنسان يستحق أن يُرى في أفضل صورة ممكنة.
10) مجلة لكل الأسرة: هل هناك ضيوف تأثرت بهم بشكل خاص خلال مشوارك الإعلامي؟
* : كل ضيف قمت باستضافته يكون له تأثير كبير من خلال تصوير الحلقة بطرح أسئلة في المستوى. ولكن الضيوف الذين استضفتهم في البودكاست يحتلون المرتبة الأولى عندي، بالإضافة إلى والدي ووالدتي وأختي، وهؤلاء هم ضيوف حلقاتي القادمة إن شاء الله.
11) ماذا عن هواياتك وقت الفراغ؟ كيف تقضي أوقات راحتك؟
*. هواياتي تتمحور حول الموسيقى، ففي عمر 17 إلى 22 عاماً، كنت أحلم أن أكون مغني راب، وقد سجلت عدة كلمات وتعاونت مع العديد من مغني الراب المغاربة. أحب البحر كثيراً، خاصة بمدينة تيمسوان، وأعشق ركوب الأمواج. كما أمارس رياضة التزلج على الثلج (Snowshoeing) في أوكايمدن.
12 ) وما هو فيلمك المفضل؟
* في الأفلام المغربية، هناك أصناف أحبها مثل «الخيل الإلهي» (Les Chevaux de Dieu)، وفيلم «فيها الملح والسكر أومبغاتش تموت»، وفيلم «علي زاوا». أما عن اختياري الشخصي، فهو فيلم «غلادياتور» للمخرج ريدلي سكوت. يعجبني لأنه يعيدك إلى حقبة زمنية سابقة بطريقة مليئة بالإثارة والأكشن. خاصة وأن الفيلم صُوّر بالكامل في المغرب عبر شركة «دون فيلم»، والتي فتحت المجال وشجعت جميع منتجي هوليود على إنتاج أفلامهم في المغرب. عندما علمت بهذه المعلومة، كلما شاهدت الفيلم، لا أرى الرومان بقدر ما أرى كيف وصل المغرب إلى هذا الإنجاز العظيم في الإنتاج، وخاصة أن الجزء الثاني صُوّر بالكامل في المغرب وهو الآن في دور السينما. أعتز جداً بهذا الإنجاز.
13) ما هو شعارك في الحياة؟
* «اللهم لك الحمد على كل حال.»
14) هل تفضل العمل بمفردك أم مع فريق؟
* يقول المثل: «إذا أردت أن تمشي سريعاً، فامشِ لوحدك. وإذا أردت أن تمشي بعيداً، فامشِ مع رفاق.» هناك بعض الأمور التي أفضل أن أعمل فيها بمفردي لأعتمد على نفسي وأصل إلى ما أريد في أقرب وقت وأقل جهد. أما العمل الذي تريد أن يستمر ويدوم، فإنه يتطلب فريقاً وطاقماً مسانداً، يمتلكون أفكارهم ومواهبهم...
15) ما هي طموحاتك المستقبلية في عالم الميديا؟
*. طموحي في المستقبل أن يبقى أي عمل قمت به خالداً ويفيد الناس من بعدي. وعندما يرزقني الله بالذرية الصالحة، أو أبناء أختي، أو عائلتي، أو جميع الأطفال، يفتخرون بالمحتوى الذي كنت أسجله ويستفيدون منه عندما يكبرون. وطموحي أيضاً أن أسجل المزيد من الوقائع لتظل في أرشيف الإنترنت لتوثيق الأحداث مع مرور السنين.
16) كل شخص إنجاز في حياته يفخر به، ما هو الإنجاز الذي تفتخر به أنت؟
* الإنجاز الذي وقع لي عندما كان عمري ثلاثون عاماً في عام 2015، بعد سلسلة «نبيل في البرازيل». العمل الإنتاجي الذي كنت أقوم به مع المهرجانات وفيديوهات الإنتاج، جعلني أحصل على منصب كممثل للمغرب في هذا الميدان. هذا الأمر قادني للسفر إلى المنتدى العالمي للاقتصاد في جنيف، وكذلك المنتدى الأفريقي في جنوب أفريقيا. تبادلت الحوار مع رؤساء وأشخاص ذوي خبرة. والمهم أنني نجحت في هذا المجال في أفريقيا والعالم ككل. العلاقات التي اكتسبتها هي التي منحتني القوة في مجال الميديا. فبالرغم من مرور عشر سنوات، لا يزال التواصل مستمراً بيننا.
17) في رأيك، أيهما الأصلح للعمل في المجال الإعلامي: الرجل أم المرأة؟
* في نظري، أي شيء مرتبط بالعاطفة، المرأة أفضل فيه، لأنها تمثل الأمومة والعناية. وكذلك الرجل له دور مهم في بعض الأشياء التي لا تستطيع المرأة إنجازها، مثل الأمن والسلام والأعمال الشاقة.
18) من هم قدوتك في الحياة؟
* قدوتي في الحياة هو الحاج با سيدي، الذي هاجر إلى فرنسا في السبعينات وتوفي رحمه الله. لقد عمل بجد في بناء البلد بعد الحرب العالمية الثانية، ووفّر كل متطلبات أبنائه للدراسة. والحمد لله، وصلوا إلى مراتب مهمة، ومن بينهم والدتي التي فضلت الاستقرار في بلدنا الحبيب المغرب، رغم أن عائلة والدتي كلها مستقرة في فرنسا.
19) حدثنا عن نصيحة لا يمكنك نسيانها، أثرت عليك وكان لها دور في تشجيعك للنجاح في هذا المجال الإعلامي؟
* النصيحة التي قدمها لي رجل إعلام في فرنسا، وهي: «الحوار فن». بمعنى أن الحوار ليس في السؤال الطويل، بل في «ما قل ودل». اطرح السؤال وانتظر الجواب في كلمتين، ومن وراء الجواب يمكنك أن تخوض مع ضيفك في مجال آخر. المغزى يكمن في تلك الكلمتين.
20) ماذا تعني لك الشهرة؟
* الشهرة تعني لي التميز، لكن في نفس الوقت هي تكليف ومسؤولية ضخمة تكمن في ضرورة العمل بجد أكثر من أجل المحافظة على تلك المكانة والثقة التي يمنحها الجمهور للفنان.
21) إلى أي مدى استفدت من مواقع التواصل الاجتماعي في مجال عملك؟
* بخصوص السوشيال ميديا، إنستغرام وتيك توك، لا أشاهدهما كثيراً. أكتفي بالمشاركة لجمهوري والقصص (Stories)، لأنني أمام الكاميرا أسجل قصصاً خفيفة بالكلام. لكي تكون لديك الطاقة للتسجيل أمام الكاميرا. الموقع الذي أعمل عليه وأركز عليه هو البودكاست واليوتيوب. أشاهد الوثائقيات منذ عشر سنوات. رغم خبرتي في التواصل الاجتماعي، يمكنني في ظرف ثلاثين دقيقة أن أصل إلى عدة أفكار. وبكل صراحة، أنا لست من مستهلكي مواقع التواصل الاجتماعي.
22) هل تشعر أنك وصلت إلى ما تريده؟
*: الحمد لله، نحن كفريق بودكاستي، وصلنا إلى كل ما كنا نحبه وكان في مخيلتنا. والدليل هو الاهتمام من جانبكم، الذي يشرف بعملنا. ولكن كشخص نبيل الحمداوي، العمل الذي أشتغل عليه أقدمه بقلبي وبكل إرادتي، وبأدمغتنا كفريق. وكما نطعم الإنترنت بمحتوى وأفكار جميلة، نحن سعداء بما نقدمه.
23) ما هي خططك ومشاريعك المستقبلية؟
* هذا المشروع، بكل صراحة، يملأ كل وقتي، رغم عملي الأساسي هو إنتاج التظاهرات الفنية والتصوير (Tournage). وحلمي هو مشروع فلاحي مع والدي، وقد أخذت جميع المراجع من كلية العلوم بجامعة القاضي عياض لإنتاج منتجات بروتين صحي للإنسان، حلال من السمك والجراد. كما نعلم أن الأنبياء، ومنهم الرسول صلى الله عليه وسلم، أكلوا من الجراد وهو حلال لنا نحن المسلمين، ويوجد به سبعون في المائة من البروتين. نحن نشتغل على هذا المشروع مع دكاترة خبراء في تربية الجراد كمأكل صحي مئة بالمئة منذ خمس سنوات، وبمساعدة «لونسا» والكثير من الأشخاص في هذا المجال. وكما يقول المثل: «دقة دقة» (شيئاً فشيئاً)، نحن نعمل عليه.
24) مجلة لكل الأسرة: نصيحة لمن يرغب في العمل في هذا المجال؟
* نصيحتي لأصحاب المحتوى أننا لسنا صحفيين. والصحافة مجال بقواعدها ودراستها. من يريد صناعة المحتوى، سواء بودكاست أو يوتيوب تي في أو أي شيء آخر، يجب أن يتطرق إلى المواضيع من أعماقها وأن تكون لديه أجوبتها. أما بالنسبة للترفيه والضحك، فلا تبحث عن الفكاهة، ولا تبحث عن نقطة ضعف الممتع وتستغلها، لأنه بعد مرور الوقت يصبح الأمر مملاً وينقص من الطاقة، لأن عقلك هذا العام ليس كالعام القادم، وعقلك بعد 10 سنوات. يجب عليك أن تصنع أي شيء بحيث عندما ترجع إلى أرشيفك بعد أعوام، لا تشعر بعدم الرضا عن نفسك. وثانياً، يجب أن تكون جميع المواضيع التي تتطرق إليها من مصدر صحيح، وأن تبحث عن الأجوبة بنفسك قبل السؤال عنها، لأنها تبقى راسخة في عالم الإنترنت، وهي صورتك التي تبقى للأبد، لأن الإنسان دائماً في نضج.
25). وما هي نصيحتك لجمهورك؟
* نصيحتي لجمهوري: إذا كانت طريقتي أو تصرفاتي لا تعجبهم، فليعذروني، لأنني إنسان وأرغب في أن أكون أفضل من المرة السابقة. لكن نيتي دائماً صافية، وأحاول أن أرضي الجميع، ولكن مع تجاربي في هذا المجال، لا تستطيع أن ترضي الجميع. لذا، أحاول أن أرضي نفسي وأكون مرضي الوالدين أولاً. ونيتي للمتابعين هي نية حب وتقدير لهم. وأتمنى لمن لم أرضيهم أن يمنحوني فرصة ثانية لأقوم بتحسين فكرتهم عني، وربي يجعل نظرتهم جميلة عني.
26). كلمة أخيرة لقراء مجلة «لكل الأسرة»؟
* شكراً جزيلاً لكل قراء مجلة «لكل الأسرة»، لأنها مجلة تفيد المجتمع المغربي ككل، وتتواصل في مواضيعها مع الصغير والكبير. والمجال الذي أشتغل فيه هو بنفس المستوى. والحمد لله، المستوى الذي وصلت إليه في البودكاست الخاص بي لم أكن أتصور أن أصل إليه. إلى لقاء جديد إن شاء الله.


