شهد فضاء برج موكادور بمدينة الصويرة تنظيم معرض للفنون التشكيلية، تميز بحضور وازن واهتمام واسع من طرف المهتمين بالشأن الثقافي والفني، وحقق نجاحا كبيرا على كافة المستويات، سواء من حيث جودة الأعمال المعروضة أو من حيث التنظيم المحكم والانخراط الفاعل لمختلف المتدخلين.

المعرض، الذي امتد على مدار أيام، عكس غنى وتنوع التجارب التشكيلية المغربية، وفتح نافذة على إبداعات فنية عميقة، مزجت بين البعد الجمالي والرؤية المعاصرة، مما جعله محطة فنية مرموقة ضمن أجندة المدينة الثقافية.

وعلى هامش المعرض، تم تنظيم سلسلة من الندوات الفكرية والفنية بفضاء "بيت الذاكرة"، عرفت بدورها إقبالًا لافتًا ونجاحًا تنظيميا وفكريا كبيرا، حيث ساهمت في تعميق النقاش حول قضايا الفن والهوية، وأبرزت تفاعل الحقل التشكيلي مع تحولات المجتمع.

وقد كان لافتا الدور الكبير الذي لعبه الفنان التشكيلي عفيف بناني، رئيس النزعة الخطية، والذي كان من أبرز المساهمين في إنجاح هذه التظاهرة، سواء من خلال إشرافه الفني أو رؤيته التنظيمية التي جمعت بين الإبداع والدقة. لقد شكّل وجوده قيمة مضافة، حيث عمل بجهد واحترافية لضمان إشعاع المعرض وفتح آفاق جديدة للفنانين المشاركين.

كما لا يمكن إغفال المساهمة الهامة للمديرية الإقليمية للثقافة بالصويرة، التي واكبت الحدث بدينامية ملحوظة، من خلال دعمها المتواصل، بفضل القيادة الفاعلة لمديرتها الإقليمية، التي أبانت عن حسّ عالٍ بالمسؤولية الثقافية وحرص كبير على إنجاح المبادرة.

وفي هذا السياق، يتوجه المنظمون والمشاركون بشكر خاص للأستاذتين غيتة الرابولي وحفيظة ابودرار، اعترافًا بسعة صدرهما وجهودهما الاستثنائية طيلة مراحل التحضير والتنفيذ، حيث كانتا حاضرتين بكل تفانٍ ودراية لضمان نجاح هذه التظاهرة الفنية والثقافية التي ستظل علامة مضيئة في سجل المدينة الفني.

إن معرض برج موكادور لم يكن مجرد فعالية عرض، بل لحظة حقيقية لتلاقي الرؤى، وتحفيز الإبداع، وتجديد الوعي الفني، في مدينة عرفت على الدوام بانفتاحها الثقافي وروحها الجمالية.

Image description
Image description