منال الشرقي الزاهي، فنانة مغربية متعددة المواهب: رسّامة، مغنية، راقصة ومصمّمة رقص. تمثل نموذجاً فريداً في عالم الفن، حيث تجاوزت الإعاقة لتخلق فناً نابضاً بالحياة. صمّاء منذ الطفولة، لكنها لم تجعل من الصمت عائقاً، بل حوّلته إلى مصدر إلهام لصوت داخلي مليء بالإحساس والصدق.

فن يتكلم بلغة الإحساس

في الرقص، طوّرت منال لغة حركية خاصة بها، تستلهمها من التصوف والرقص المعاصر، وترتكز على طاقة الأرض وذاكرة الجسد.

في الغناء، تكسر القواعد: تغني دون أن تسمع، تتبع إيقاع القلب وتناغمها الداخلي، فتخرج نغمة تمسّ أعماق الروح.

أما في الرسم، فتغلب على أعمالها التعبيرية مشاعر غامرة، ألوانها تنبض بالحياة، وخطوطها تحكي قصصاً عن الألم، السلام، الهوية والبعث.

فنّانة ومناضلة

تستخدم منال فنّها كمنصة لنشر رسائل الأمل، الإدماج، وكرامة الإنسان. تناضل من أجل حقوق الفنانين ذوي الإعاقة، وتناصر صوت المرأة، خاصة في المجتمعات التقليدية.

تُقدّم ورشاً وعروضاً فنية في المدارس، المراكز الثقافية، المؤسسات والسجون، لتثبت أن الإعاقة ليست حاجزاً، بل طريقاً مختلفاً للإبداع.

إشادة دولية وتأثير عالمي

في عام 2020، تم اختيارها عضواً في المجلس الدولي للرقص التابع لليونسكو، تقديراً لإسهاماتها الفنية والإنسانية.

شاركت في عروض ومعارض فنية بعدة دول، منها فرنسا، بلجيكا، تونس، السنغال والمغرب، وتواصل اليوم تعاونها مع مؤسسات دولية مرموقة.

مشاريع حالية ونظرة إلى المستقبل

تعمل منال حالياً على مشروع "أصوات النساء"، وهو برنامج فني شامل يُجسد قوة التعبير النسوي في وجه القمع المجتمعي.

منال الشرقي الزاهي ليست مجرد فنانة، بل رؤية فنية وإنسانية، تُظهر كيف يمكن للصمت أن يتحول إلى صوت، وللاختلاف أن يصبح نوراً، وللفن أن يكون أداة للتغيير الحقيقي.

Image description
Image description