لا تقتصر فوائد صيام رمضان على الجوانب الإيمانية التعبدية الروحانية فقط، بل إن حكمة الصيام الذي فرضه الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين تمتد إلى تحسين الصحة البدنية والنفسية وفق ما أثبت العلم.

سنتعرف في هذا المقال على تأثير الصيام على الجسم وأهم فوائد الصيام على الصحة البدنية والنفسية، وكيفية التحضير لصيام رمضان، مع بعض النصائح المهمة للتأكد من أداء الصيام بصحة جيدة.

* الصيام في الإسلام

فرض الله سبحانه وتعالى الصيام على المسلمين في شهر رمضان ليكون أحد أركان الإسلام الخمسة، إذ قال الله تعالى عن فرض الصيام في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، وخصص فرض الصيام بشهر رمضان في قوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].

وبالرغم من أن الصيام في رمضان هو فرض على كل بالغ عاقل معافى، إلا أن للمسلم أن يصوم تطوعاً في بقية الأيام، كأن يصوم ستة أيام من شوال، ويوم عرفة، وغيرها من الأيام الفضيلة، أو أن يصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، والأيام الثلاث البيض (13-14-15) من كل شهر.

ويعتبر الصيام في الإسلام شَعيرة عظيمة، فرضاً ونافلةً، أدّاها النبي ? والأنبياء عليهم السلام من قبله، ووردت العديد من الأحاديث عن فضائل الصيام، كما أثبتت العديد من الدراسات فوائده الصحية على البدن والعقل والنفس.

بالمقابل راعى الدين الإسلامي الحنيف الحالات الخاصة التي يشكل فيها الصيام مشقة على صاحبه، مثل المسافر والمريض والحائض..، ورخّص لهم الإفطار في رمضان مع قضاء ذلك لاحقاً، أو تأدية الكفارة لمن لا يستطيع القضاء.

* تأثير الصيام على الجسم

يعتبر صيام شهر رمضان فرصة عظيمة لتجديد صحة الجسم خاصة وأن الصيام على مدار شهر من الزمان؛ يخلّص الجسم من الخلايا التالفة والقديمة، ويستبدلها بخلايا صحية جديدة.

فعندما يبدأ الإنسان بالامتناع عن الطعام (الصيام) يبدأ الجسم بالحصول على الطاقة بالاعتماد على سكر الغلوكوز الموجود في الجسم والذي يتناوله الصائم خلال وجبة السحور، وعندما يستنفذ الجسم ذلك السكر خلال النهار؛ يبدأ بالاعتماد على السكريات والدهون المخزنة سابقاً في أنسجة الجسم.

ومع استمرار حرق الدهون والسكريات يبدأ الجسم بإخراج السموم المتراكمة فيه ليتحقق بذلك أول تأثير صحي إيجابي على جسم الصائم.

* فوائد الصيام على الصحة البدنية

بداية وقبل الحديث عن فوائد الصيام على الصحة البدنية علينا الإشارة إلّا أن هذه الفوائد لا تتحقق إلا من خلال نمط يوم صحي متكامل، وذلك يشتمل على النقاط التالية:

أن تكون وجبة الإفطار والسحور بكميات معتدلة، وتحوي تنوع غذائي صحي.

أن يمارس الصائم نشاطاً بدنياً معتدلاً، بعيداً عن كثرة النوم والخمول.

الامتناع عن السلوكيات الضارة مثل التدخين والنرجيلة والسهر طوال الليل.

* أما عن فوائد الصيام على الصحة البدنية فهي كثيرة نذكر منها:

تحسين صحة الدم من خلال زيادة عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، وتخفيض ضغط الدم.

تحقيق توازن في نسبة دهون الجسم من خلال تقليل الدهون الثلاثية، وتخفيض الكوليسترول الضار وزيادة الكولسترول الجيد في الدم.

توفير الراحة اللازمة لمختلف أجهزة الجسم بعد عملها لفترات طويلة متواصلة على مدى العام، مثل الجهاز الهضمي والجهاز العصبي.

إعادة التوازن لعمليات الجسم الأساسية مثل عمليات الأيض والاستقلاب وإرجاعها لوضعها الطبيعي.

ومن خلال الفوائد السابقة وغيرها الكثير؛ فإن الجسم يتخلص من العوامل المسببة للأمراض مثل الالتهاب، كما يحافظ الصيام على الصحة العامة للجسم عبر التوازن وإعادة التنشيط الذي يؤدي على سبيل المثال إلى إيقاف محفزات أمراض القلب والسرطان.